بروز
دور البنك المركزي الأوروبي بعد ثلاث أعوام من اندلاع أزمة الديون
السيادية في منطقة اليورو يعد عامل مؤثر في تهدئة الأسواق إزاء انتقال
الأزمة من دولة إلى أخرى خلال الأعوام القليلة السابقة في وقت كانت ايطاليا
و اسبانيا ثالث و رابع أكبر اقتصاديات المنطقة على شفا السقوط في الافلاس
إذا لم يتم عمل اصلاحات مالية و الحصول على مساعدات دولية.
إلا أن إعطاء البنك المركزي الأوروبي الضوء الأخضر و يساهم بشكل مباشر في
ايجاد حلول للأزمة ساهم في تجنيب اسبانيا و ايضا ايطاليا الانزلاق في صف
الدول التي خضعت لشروط قاسية حتى تحصل على منح وقروض ميسرة مثل اليونان و
البرتغال.
وتقرير صدر اليوم عن مؤسسة موديز اشار إلى أن احتياج الحكومة الاسبانية
لمساعدات دولية بات اصبح أقل توقعا عن العام السابق وذلك بعد استقرار اسواق
الدين و تراجع تكلفة الاقتراض و الفضل يرجع إلى تعهدات البنك المركزي
الأوروبي.
رئيس البنك المركزي الأوروبي تعهد في العام السابق بأن البنك على استعداد
أن يقوم بأي شيء مهما تطلب الأمر لإنقاذ المنطقة، ثم اعلن في سبتمبر/ايلول
عن برنامج شراء للسندات الحكومية من الدول المتعثرة مستهدفا خفض العائد
عليها لاسيما بالنسبة للدول التي تعاني من تعثر مالي وكان هذا البرنامج
بمثابة العامل الرئيس وراء تراجع العائد و إن كان لم يتم تفعيله بعد.
في المقابل قامت أسبانيا بتطبيق سياسات مالية اصلاحية أشبه بالتي يطلبها
المقرضين الدوليين لكن اصرت الحكومة على عدم الرضوخ لطلب المساعدات و إن
كان قد حصلت على مساعدات بشأن إعادة هيكلة القطاع المصرفي لديها فقط.
نتائج هذه الجهود تمثلت في تمكن الحكومة الاسبانية من توفير الاحتياجات
المالية للعام المالي الجاري وبنحو 40% من اجمالي الاحتياجات و كانت
الحكومة في سباق مع الزمن كي تستطيع توفير اكبر تمويل في الآونة الاخيرة
وهذا ما تحقق بالفعل.
تقرير مؤسسة موديز اشار إلى أن الحكومة قد حققت أداء مالي جيد في عام 2012
مقارنة بالعام 2011 هذا و إن كان قد لا تستطيع مقابلة المستهدف من العجز
خلال العام الجاري بنسبة 4.5% و الذي قد يسجل نحو 6%.
لكن على الرغم من تلك التوقعات إلا أن تكرار ذلك لأكثر من مرة في عدة دول
وبدء زعماء المنطقة التفكير إزاء تخفيف الضغوط على الدول لمقابلة
المستهدفات من العجز في ظل تعمق الركود قد يكون لذلك تأثير معتدل على
الاسواق.
جدير بالذكر أن العائد على السندات لأجل عشر أعوام سجل في يوليو/تموز من
العام السابق مستويات 7.5% لكن الآن وصل العائد إلى مستويات 4.7% تقريبا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق