ابقى
البنك المركزي الأوروبي في اجتماع اليوم على نفس السياسة النقدية دون تغير
لتظل بنسبة 0.75% وهو أدنى مستوى منذ بدء العمل بالعملة الأوروبية
الموحدة، وجاء ذلك متوافقا مع التوقعات السائدة في الأسواق.
ويرى البعض أن البنك قد يتجه إلى خفض سعر الفائدة مرة أخرى خلال الربع
الأول من العام الجاري و ذلك على ما يقيمه البنك من المستجدات الأخيرة التي
طرأت على الاداء الاقتصادي للمنطقة، لاسيما أن التوقعات تشير إلى انكماش
اقتصادات المنطقة 17 في الربع الأخير بعد انزلاقها في ركود تقني بنهاية
الربع الثالث و تحقيق ربعين متتاليين من الانكماش (الربع الثاني و الثالث)
ودون تحقيق اي نمو ايجابي خلال العام السابق بأكمله.
أولويات البنك خلال العام الجديد تتمثل في دعم النمو في المنطقة وربما أن
خفض سعر الفائدة لن يجدي نفعا بالشكل الذي كان عليه منذ ثلاث أعوام، لكن قد
يتجه البنك إلى تطبيق سياسات جديدة لدعم عمليات الائتمان في اقتصاديات
المنطقة.
التقارير الأخيرة التي صدرت عن البنك الأوروبي أظهرت أن مستويات الاقراض
إلى القطاع العائلي و الشركات تراجع على المستوى السنوي في نوفمبر/تشرين
الثاني بنسبة 0.8% فيما لايزال منكمشا للشهر السابع على التوالي في ظل تعمق
الركود في اقتصاديات المنطقة.
وبالتالي فإن ضعف مستويات الاقراض إلى القطاع الخاص يعد من ضمن أحد
المعضلات التي تواجه منطقة اليورو التي انزلقت بالفعل إلى ركود تقني في
الربع الثالث من العام السابق وسط توقعات بأن يهمين الضعف على المنطقة حتى
منتصف العام الجاري على الأقل.
ومن ثم فإن دعم مستويات الاستهلاك أمر قد يأخذ في الاعتبار ضمن سياسة
البنك خلال العام الجاري لاسيما أنه لا توجد مخاطر تصاعدية للتضخم على
المدى القصير و المتوسط وفقا للبيانات الأخيرة، وهو أمر إن تم أخذه في
الاعتبار قد يقلل من التأثير السلبي للسياسات التقشفية التي تنتهجها حكومات
المنطقة.
ومن الملاحظ وجود اختلاف في سياسة ماريو دراغي – رئيس البنك- عن سابقه
"جان كلود تريشيه" في إدارة البنك من حيث ابراز مرونة أكبر إزاء حلول أزمة
الديون السيادية التي دخلت عامها الرابع. ويكفي إعلان البنك عن برنامج شراء
السندات من السوق الثاني لتخفيف الضغوط على الدول ذات التعثر المالي والتي
تواجه ارتفاع في تكلفة الاقتراض إلا أن مجرد الاعلان عن البرنامج ساهم في
إحداث استقرار نسبي في اسواق الدين.
التوقعات الأخيرة بشأن التضخم تشير إلى تراجع معدل التضخم إلى ما دون
المستوى المستهدف 2% خلال عام 2013 ليبقى بين مستويات 1.1%-2.1% .
ومن حيث النمو فإن البنك يتوقع أّن تنكمش منطقة اليورو في عام 2012 بنسبة
-0.5% ويمتد الانكماش إلى عام 2013 بنسبة -0.3% قبل أن تعود المنطقة إلى
النمو في عام 2014 بنسبة 1%.
لننتظر المؤتمر الصحفي للسيد ماريو دراغي في تمام الساعة 13:30 بتوقيت غرينتش. ابقوا معنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق