انخفض
العائد على السندات الحكومية الأوروبية بوتيرة كبيرة، و استطاع اليورو
التحليق عاليا مسجلا أعلى مستويات منذ ستة أشهر، و هذا بدعم من تصريحات
دراغي يوم الأمس التي تعهد فيها بحماية منطقة اليورو من الانهيار، و على ما
يبدو بأن دراغي استطاع أن يعطي الاسواق حقنة مهدئة من العيار الثقيل.
استطاع اليورو التحليق عاليا بعد أن دحض البنك المركزي الأوروبي التوقعات
التي كانت رائجة في الاسواق باحتمالية تخفيض أسعار الفائدة، فقد ابقى
البنك في اجتماع على نفس السياسة النقدية دون تغير لتظل بنسبة 0.75% وهو
أدنى مستوى منذ بدء العمل بالعملة الأوروبية الموحدة، وجاء ذلك متوافقا مع
القراءة السابقة، و بالإجماع من الأعضاء فالبنك لم يناقش في هذا الاجتماع
خيار تخفيض أسعار الفائدة.
بتمام الساعة 08:18 غرينتش +2 يتداول اليورو مقابل الدولار الأمريكي حول
1.3260 و سجل الأعلى عند 1.3280 و الأدنى عند 1.3250 مقارنة بسعر الافتتاح
عند 1.3269.
بدأت الصورة تتضح، فقد أشار دراغي يوم الأمس بأن البنك المركزي الأوروبي
يسيطر على أزمة الديون الأوروبية، و الارتفاع الكبير في العائد على السندات
الحكومية و خاصة الأسبانية، و يعود كل الفضل في ذلك إلى عمليات السوق
المفتوحة التي أعلن عنها البنك في أيلول الماضي لاحتواء الارتفاع الكبير في
تكاليف الاقتراض للبلدان المتعثرة على رأسها أسبانيا.
و فعلا هذا ما حدث فقد تحسن الشعور العام في الأسواق تجاه أزمة الديون، و
تقلصت مستويات التشاؤم حول قدرة صناع القرار على احتواء الأزمة الأوروبية
التي ضربت الاقتصاديات منذ حوالي ثلاثة أعوام لتوقعها في ركود اقتصادي و
تشل أداء القطاعات الاقتصادية.
يرى دراغي بأن الأسواق المالية الآن بدأت بالعودة إلى المسار الصحيح، و
لكن يا دراغي المهمة صعبة جدا، فمعدلات النمو في منطقة اليورو لا تزال
ضعيفة جدا و التوقعات المستقبلية للنمو محبطة خلال النصف الأول من العام
الجاري ، و بعدها سوف تتحسن الأوضاع الاقتصادية في منطقة بشكل تدريجي، و
هذا حسب التوقعات الأخيرة للبنك المركزي الأوروبي في تشرين الثاني.
منذ تموز الماضي، انخفض العائد على السندات الأسبانية أكثر من 200 نقطة
أساس، و تتداول حاليا منخفضة بمقدار 22 نقطة أساس مسجلة مستويات تداول حول
4.871% ، أما عن الأسهم الأوروبية فقد استطاعت الارتفاع بوتيرة كبيرة جدا
منذ تموز الماضي مرتفعا بنسبة 15%.
يرى العديد من المحللين الماليين بأن البنك المركزي الأوروبي قد وفر
تخفيض سعر الفائدة المرجعي لاجتماعات أخرى خلال العام الجاري، فالمستثمرين
لم يعرفوا بعد نتيجة الانتخابات الايطالية التي من المقرر أن تكون في24 و
25 من شباط القادم، أضاف لذلك فأن أزمة المديونية الأمريكية لا تزال قائمة و
لم تحل بعد فقضية سقف الديون الأمريكية لا تزال عالقة.
لم يقتصر التفاؤل على القارة الأوروبية فحسب، بل امتد إلى القارة
الأسيوية فقد قفز المؤشر نيكي القياسي للأسهم اليابانية أوائل التعامل في
بورصة طوكيو للأوراق المالية اليوم الخميس مدعومة بتراجع الين إلى أدنى مستوياته في عامين ونصف.
فقد تجاوز زوج الدولار مقابل الين الياباني مستويات 88.00 ليتداول حاليا
حول 88.90 بعد أن سجل الأعلى عند 89.34 مقارنة بسعر الافتتاح عند 88.76.
كشفت الحكومة اليابانية الجديدة بقيادة آبي النقاب عن خطة تحفيزية بقيمة
10.3 تريليون ين لدعم اقتصاد اليابان و حمايته الركود الاقتصادي، كأول رد
فعل حقيقي لإنهاء حالة الانكماش التضخمي لثالث أكبر الاقتصاديات العالمية.
من هنا يتوقع أن تواصل الأسواق المالية تحقيق المكاسب خاصة الأصول ذات
العائد المرتفع بعد كل الدعم الذي قدمه البنك المركزي الأوروبية، و بعد أن
مشى على خطاه المركزي الياباني، ليعطي للأسواق القوة لتحقيق المكاسب
المرجوة من زمان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق