تسيطر
حالة من عدم التأكد على الأسواق المالية مع ترقب المستثمرين لقرارات
الفائدة من البنوك الأوروبية، اليوم المستثمرين على موعد مع تقرير الثقة
خلال الشهر الماضي و ستقوم ايطاليا و منطقة اليورو أيضا بالإعلان عن معدلات
البطالة خلال تشرين الثاني و التي من المتوقع ان تشير لارتفاع المعدلات
لمستويات تاريخية جديدة.
بدأت مستويات التشاؤم باقتصاديات منطقة اليورو بالتقلص ابتداء من تشرين
الأول الماضي، و هذا بدعم من الحركة الجريئة التي قام بها البنك المركزي
الأوروبي في أيلول الماضي بإقرار برنامج شراء السندات بكميات غير محدد تحت
ما يسمى عمليات السوق المفتوح.
واصلت مؤشرات الثقة تحسنها بعد طلب أسبانيا خطة إنقاذ لإعادة هيكلة
ديونها و حصول اليونان على دفعات إنقاذ، و التي ساهمت بشكل كبير في سيطرة
المخاوف على الأسواق، و من المتوقع اليوم أن نشهد تحسنا في مستويات الثقة
بمؤشرات الثقة الأوروبية بدعم من الوصول لاتفاق حيال قضية الجرف المالي
الأمريكي الذي جنب أكبر اقتصاد عالمي من الوقوع في دائرة الركود الاقتصادي.
المستثمرين اليوم على موعد مع مؤشر مناخ الأعمال تجاه الاقتصاد في منطقة
اليورو خلال كانون الأول و الذي من المتوقع أن تسجل مستويات -1.09 أفضل من
-1.19 التي سجلها في تشرين الثاني الماضي، و يتوقع ان يبقى مؤشر ثقة
المستهلك -26.6 ، و يتوقع أن يهبط مؤشر الثقة بالاقتصاد إلى 85.7 من السابق
86.3، و عن الثقة بالصناعات يتوقع أن تسجل -15.1 من السابق -14.5.
أصبح المستثمرين أكثر تشاؤما تجاه منطقة اليورو منذ أيلول الماضي ، فقد
تحسن الشعور العام في الأسواق المالية تجاه ازمة الديون الأوروبية ، و يبقى
الضعف العام الذي تشهده كافة الأنشطة الاقتصادية في البلاد هو المتأثر
السلبي الأكبر على مستويات الثقة، إذ انكمش القطاع الخدمي و الصناعي لتسعة
أشهر الأخيرة بتأثير من الانخفاض الملحوظ في الصادرات و السياسات التقشفية
الصارمة التي أقرتها الحكومات الأوروبية التي شلت عصب الحياة.
بالحديث عن الأثر السلبي للسياسات التقشفية التي قد انعكس تأثيره السلبي
المباشر على مستويات البطالة التي تواصل ارتفاعها شهر تلو شهر في منطقة
اليورو، فنعلم أن منطقة اليورو تواجهها مستويات بطالة مرتفعة جداً و التي
تؤثر سلباً بالنهاية على العجلة الاقتصادية ككل، فقد وصل معدل البطالة في
اسبانيا و اليونان مثلاً لمستويات تفوق 25% و هي مستويات مرتفعة جداً و هذا
ما دفع القارة العجوز في دوامة التفكك السياسي في ظل الاضرابات و
المظاهرات المطالبة بتخفيف الاجراءات التقشفية و تحسين أوضاع قطاع العمل.
و اليوم المنطقة سوف تؤكد على الحقيقة نفسها فمن المتوقع أن تواصل معدلات
البطالة ارتفاعها إلى 11.8% مقارنة بالمستويات السابقة 11.7%،و من ايطاليا
يتوقع أن تبقى عند مستويات 11.1%، علماً بأن مستويات البطالة المرتفعة هذه
تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد ككل و على مستويات الثقة في المنطقة .
دخل الاقتصاد الاوروبي لدائرة الركود خلال الربع الثالث من العام الجاري
بعد انكماشه بوتيرة -0.1% خلال الربع الثالث و انكماشه أيضاً خلال الربع
الثاني، مما ادخله لدائرة الركود الاقتصادي بشكل رسمي و ذلك جراء تفشي أزمة
الديون في المنطقة و التي أجبرت كبرى اقتصاديات المنطقة الإعلان عن
اجراءات تقشفية صارمة أثرت سلبياً بشكل كبير على مستويات الانفاق العام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق